کد مطلب:99509 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:123

حکمت 007











[صفحه 103]

الشرح: هذا كلام محمول بعضه علی ظاهره، لما تدعو الیه الضروره من مخاطبه العامه بما یفهمونه و العدول عما لاتقبله عقولهم، و لاتعیه قلوبهم. اما الابصار، فقد اختلف فیه، فقیل: انه بخروج شعاع من العین یتصل بالمرئی. و قیل: ان القوه المبصره التی فی العین تلاقی بذاتها المرئیات فتبصرها. و قال قوم: بل بتكیف الهواء بالشعاع البصری من غیر خروج، فیصیر الهواء باعتبار تكیفه بالشعاع به آله العین فی الادراك. و قال المحققون من الحكماء: ان الادراك البصری هو بانطباع اشباح المرئیات فی الرطوبه الجلدیه من العین عند توسط الهواء الشفاف المضی ء، كما تنطبع الصوره فی المرآه. قالوا: و لو كانت المرآه ذات قوه مبصره لادركت الصور المنطبعه فیها، و علی جمیع الاقوال فلابد من اثبات القوه المبصره فی الرطوبه الجلدیه، و الی الرطوبه الجلدیه وقعت اشارته (ع) بقوله: (ینظر بشحم). و اما الكلام فمحله اللسان عند قوم. و قال قوم: لیس اللسان آله ضروریه فی الكلام لان من یقطع لسانه من اصله یتكلم، و اما اذا قطع راسه لم یتكلم قالوا: و انما الكلام باللهوات، و علی كلا القولین فلابد ان تكون آله الكلام لحما، و الیه وقعت اشاره امیرالمومنین (ع)، و لیس هذه

البنیه المخصوصه شرطا فی الكلام علی الاطلاق لجواز وجوده فی الشجر و الجماد عند اصحابنا، و انما هی شرط فی كلام الانسان، و لذا قال امیرالمومنین: (اعجبوا لهذا الانسان). فاما السمع للصوت فلیس بعظم عند التحقیق، و انما هو بالقوه المودعه فی العصب المفروش فی الصماخ كالغشاء، فاذا حمل الهواء الصوت و دخل فی ثقب الاذن المنتهی الی الصماخ بعد تعویجات فیه جعلت لتجری مجری الیراعه المصوته، و افضی ذلك الصوت الی ذلك العصب الحامل للقوه السامعه حصل الادراك. و بالجمله فلابد من عظم، لان الحامل اللحم و العصب انما هو العظم. و اما التنفس فلا ریب انه من خرم، لانه من الانف، و ان كان قد یمكن لو سد الانف ان یتنفس الانسان من الفم و هو خرم ایضا، و الحاجه الی التنفس اخراج الهواء الحار عن القلب و ادخال النسیم البارد الیه، فجعلت الرئه كالمروحه تنبسط و تنقبض، فیدخل الهواء بها و یخرج من قصبتها النافذه الی المنخرین.


صفحه 103.